أبو تريكه يغازل "برادلى" بقوة،عاشور يعيد للوسط هيبته

[b]عاد جوزيه إلى الطريقة الأمثل هذا الموسم ، وفى ظل مواجهة فريق يقدم كرة هجومية حقيقية تحتاج إلى الضغط المستمر على وسط الملعب بأكبر عدد ممكن من اللاعبين مع زيادة هجومية حقيقية وواضحة تكفل للفريق شن هجمات سريعة ومتعاقبة تسفر عن أهداف ، وهو ما حدث ، فعاد جوزيه إلي 4/2/3/1 ، ووضع أفضل اللاعبين وفى أفضل المواقع داخل الملعب لينفذوا له ما تمناه ، وقد كان بعودة أبو تريكه إلى وسط الملعب ، مع تحركات واسعة على الطرفين من عبد الله السعيد ووليد سليمان ، وإن كان الثنائى لم يقدم أفضل ما عنده بعد رغم توالى المباريات والفرص ، وفى ظل وجود القناص الخطير "عماد متعب" الذى يبدو أنه سيحقق ما تمناه قبل بداية الموسم فى قنص لقب الهداف ، حيث يسير رويدا رويدا ، ولا خوف من أغلب منافسيه رغم تألقهم أيضا .

صورة من تحليل المباراة الماضية ونقاط واضحة تخص تريكه وعاشور



أما عودة "حسام عاشور" فكانت بمثابة الحل السحرى لمشاكل خط الوسط التى طالما طاردت الفريق طوال المباريات السابقة ، وهو ما أشرنا إليه فى تحليل المباراة السابقة ، حيث طالبت علانية بإعادة "تريكه" و "عاشور" وبنفس هذا التشكيل والطريقة ، وقد كان أيضا والحمد لله ، ورغم تراجع الفريق فى الشوط الثانى عن القيام بواجباتهم الدفاعية واستمرار حالة الضغط على خطوط الفريق البترولى ، إلا أن عاشور ، ومعه تريكه – الذى عاد شابا فى العشرينيات من عمره فى تلك المباراة – قدموا فاصلا من الضغط الرائع ، ومعهما حسام غالى ، رغم التباطؤ وفقد الكرة الذى يجب أن يجد له حلا ، وهو ما أنقذ إلى حد كبير فرصة الأهلى فى الفوز بالمباراة ، خاصة مع الحماس والاستثارة التى بدت على أداء إنبى رغم سيطرة الاهلى الكاملة على مجريات المباراة .

بكل أمانة ، فإن دخول ديفونيه تحديدا ومعه عادل مصطفى ، كان لهما أبلغ الأثر فى تعديل طريقة إنبى فى ظل وجود هداف مميز للغاية ، هو أحمد عبد الظاهر ، وفى عودةا لفريق إلى المباراة فى ظل عدم تعامل جوزيه مع الأمر بجدية فى الشوط الثانى ، خاصة فى ظل تراجع مستوى "عبد الله السعيد" وعدم تقديمه لمهامه الدفاعية المطلوبة منه ، ولو تيقن الساحر البرتغالى لهذا الامر مبكرا ، لأشرك "جدو" بديلا له ، وليس "اينو" واستمر فى ضغطه القوى على كل منافذ الفريق الهجومية والدفاعية وربما زادت الغلة ، وحتى بعد عودة إنبى بخطأ ساذج وآخر من خطأ أكثر سذاجة نتجت عنه "ركلة الجزاء" التى أهدرت ، كان الأهلى قادرا على العودة بقليل من التركيز ، حيث استمر الفريق فى هجومه فى ظل وجود ممرر رائع للكرة فى وسط الملعب ، ومع حالة استفاقة مؤقتة لوليد سليمان استمرت لدقائق طويلة إلى حد ما ، نتج عنها الهدف الثالث وعدة هجمات جيدة ، وإن ظل الوافد البترولى مفتقدا إلى الدقة والاهتمام بلمسته الأخيرة ، وليستمر عبد الله السعيد ( الموهوب ) فى السير بخطوة واسعة ثم أخرى متأخرة ، وإن كان مع الوقت سيتحسن كثيرا .

وبمناسبة "السعيد" ، فهو من أفضل اللاعبين تسديدا للركلات الحرة باقتدار ، وأقوم حاليا بتجميع كل تلك الكرات له عبر المباريات السابقة وتحليلها ، والملاحظ مبدأيا أنه فى حاجة إلى مزيد من التدريب عليها ليتقنها أكثر وأكثر ، وهى نفس الملاحظة على "شيكابالا" الذى تميز هو الآخر بنفس الأمر ، وإن لم يعد يقدم نفس المعدل العالى ، وهو ما تكرر مع "أبو تريكه و متعب" أيضا ! .. وفى هذا أود أن أذكر بأن "ديفيد بيكهام" أحد أفضل مسددى الركلات الحرة ، ومعه "روبرتو كارلوس" ، كانا يسددان منفردين عقب كل تدريب ما يقرب من مائة ركلة حرة ، بعينين مفتوحتين أو معصوبتين ، ولهذا كانا قادرين على إحراز عدة كرات فى المباراة الواحدة .. ليتنا ندرك قيمة هذا العلم !

فى هذه المباراة ، لم يعتمد الجهاز الفنى بشكل ثابت على أحد الطرفين ، أو حتى الهجوم من العمق ، وتبادلت الجبهات الثلاثة الهجوم خاصة فى ظل وجود مايسترو الوسط "أبو تريكه" ، وإن تفوقت الجبهة اليمنى بإيجابيتها ومع تحسن كبير طرأ على أداء "أحمد فتحى" ، وإن ظلت التعليمات ربما محجمة لأداء معوض الهجومى ، وإن تفوق دفاعيا تماما وجبهته اليسرى بشكل أفضل كثيرا من المباريات السابقة وهو ما تحدثنا عنه أيضا فى تحليل المباراة الماضية فيما يخض أداء أحمد شديد قناوى .

ولا تزال أخطاء الدفاع فى التمركز أثناء لعب الكرات العرضية ، والثابتة ، والتى أشرنا إليها فى المقال المذكور عاليا ، تتسبب فى مشاكل كارثية للفريق ، ولا يمكن أن نقتنع بأن لا حل لها ! .. بالإضافة إلى هفوات إكرامى المكررة بلا داع أبدا ، فهو يقدم مباراة جيدة إجمالا ، ويتصدى لتسديدات قوية وخطرة للغاية ، وينقذ مرماه من فرص محققة ، إلا انه ، وفجأة ، يهتز بلا مبرر فى كرة بلا معنى أو خطورة او أى شئ ، ليتسبب فى كارثة جديدة على الفريق .. ولا أدرى حقيقة هل يقوم الجهاز المعاون ( خاصة السيد / أوسكار ) بدراسة تلك اللقطات ويحللها ويقدمها بشكل ثابت لتعديلها ... وبالمناسبة ، فى الموسم الماضى ، قدمنا إحصائيات تجميعية لأداء الفريق فى بطولة أفريقيا والدورى ، وتم عرض العمل أيضا فى مجلة النادى الأهلى الرسمية ، ووضحت تماما نقاط القوة والضعف لدى كل حارس من حراس الأهلى ! .. فقط المطلوب ، إتمام الدراسة عليها وتعديلها لكل حارس !!

إجمالا ، فاز الأهلى بمباراة قوية وأمام خصم عنيد ، فاز بها عن جدارة بالفعل ونجح فى استغلال أغلب الفرص التى أتيحت إليه ، وتبقى بعض الأخطاء الواضحة التى تحتاج إلى دراستها بحق وتصحيحها فى فترة التوقف الطويلة التى أراهن أن "الأهلى" سيكون هو المستفيد الأكبر منها مع عودة المنافسات مرة أخرى منتصف الشهر القادم بإذن الله ، فإلى هذا الحين .



التحليل الرقمي للمباراة

ساهم في تقديم العمل ، الصديق الزميل / أ. احمد خليل

الإحصائيات العامة للمباراة



** 12 تسديدة للاعبى الأهلى على مرمى أبو جبل ، مقابل 10 لفريق إنبى .. سدد لاعبو الأهلى منهم 7 بدقة كبيرة وفى فرص خطيرة للتهديف فى الشوط الأول ( 4 منها نجح الفريق من تسجيل هدفين وكادت الأخريين أن تهزا الشباك أيضا ) ، وبلغ إجمالى دقة التسديد للأهلى حوالى 60% مقابل 50% لفريق إنبى .

** صنع الأهلى 13 فرصة للتهديف ، ما بين التمريرات القاتلة أو التسديدات الدقيقة والخطيرة ، ونجح فى إحراز الأهداف الثلاثة ، كان منها 10 فى الشوط الأول ، بنسبة 77% .. بينما صنع إنبى 6 فرص تهديفيه كلها فى الشوط الثانى وبدون أى خطورة طوال الشوط الأول ، وهو ما يؤكد أفضلية الأهلى خلاله وتراجعه فى الثانى !

** حصل الاهلى على 10 ركلات ركنية ، مقابل اثنتين فقط لإنبى ، نجح الأهلى فى صنع بعض الخطورة من ركلتين فقط وهو الأمر الذى يحتاج إلى مراجعة فنية أكيدة ، حيث تفنن سليمان بشكل أكبر من السعيد فى إرسال الكرة بشكل قريب وغير مجد عدة مرات ، وهو الأمر الذى يتطلب تعديلا لكى يستفيد الفريق أكثر من هذا الكم من الركنيات .

** استحوذ الأهلى على الكرة إجمالا بنسبة 60% مقابل 40% لإنبى ، وكانت النسبة الأكبر فى الشوط الأول حيث سيطر الأهلى على الكرة بنسبة 70% مقابل 30% فقط لإنبى ، وتحسن الاخير قليلا فى الشوط الثانى .



الأداء المؤثر للاعبين



** أبو تريكه هو أكثر من سدد على المرمى ، وبدقة ، متساويا مع عماد متعب ، ولكل منهما ثلاث تسديدات على المرمى منها اثنتين بين القائمين والعارضة ولكل منهما هدفا واحدا ، وسدد أبو تريكه ركلة الجزاء بشكل رائع ويحمل خبرة ومهارة كبيرين ، حيث سددها بقوة مناسبة فى ارتفاع قاتل فى الناحية اليسرى له واليمنى لأبو جبل الذى قفز عكس اتجاه اللعبة تماما .

** صنع أبو تريكه فرصة واحدة للتهديف ، كما حصل هو على ركلة الجزاء الصحيحة التى نفذها باقتدار ، وكان قبلها صاحب استخلاص الكرة فى وسط الملعب ، والتى وصلت بتمريرة ثانية مباشرة إلى متعب فى الهدف الأول ، كما هيأ الكرة بكل خبرة إلى وليد سليمان فى تسديدة الهدف الثالث ، وهو ما يعنى أن ساحر الأهلى ، الذى عاد إلى شبابه تماما فى تلك المباراة ، هو القاسم المشترك الأول فى الأهداف الثلاثة ، واستخلص الموهوب 14 كرة فى أكبر أرقام فريقه ليقدم واحدة من مهاراته التى لم يقدمها طوال الفترة الماضية حتى فى الموسم الماضى .

** نجح عاشور ، فى قنص واستخلاص وقطع 13 كرة ، وهو الثانى بعد أبو تريكه وقبل أى لاعب آخر فى الميدان ، كان أغلبها فى الشوط الثانى والذى ساهم فيها باقتدار فى إيقاف محاولات إنبى للتعويض ، وكالعادة ، كان حسام عاشور هو أفضل ممرر للكرة على الإطلاق ، حيث بلغت دقته 96% ، وهو رقم كبير جدا ، وتنوعت تمريراته بين القصيرة والمتوسطة والطويلة على الجانبين لنقل اللعب من جبهة إلى أخرى ، ومرر عاشور 43 تمريرة صحيحة وتمريرتين خاطئتين فقط ، أى تمريرة خاطئة واحدة فقط فى كل شوط تقريبا ولم يمرر أى كرة أمامية خاطئة أبدا .

** فتحى أفضل من أرسل كرات عرضية فى الفريق ، حيث لعب 6 عرضيات بينها 4 صحيحة بنسبة دقة بلغت 67% ، كما تمكن من استخلاص 7 كرات من منافسيه ، وفقدها 6 مرات على مدار دقائق اللعب الكاملة .

** 6 لاعبين من إجمالى 12 شاركوا باللعب فى مراكز بعيدا عن حارس المرمى ، قاموا بالتسديد على مرمى المنافس ، أى أن نصف الفريق كانت له محاولات تسديد هجومية ، وهو أمر جيد .

** وليد سليمان هو أكثر من ارتكب أخطاءا ضد منافسيه ( 5 ) والطريف أنه أكثر من تعرض لأخطاء ضده أيضا ( 7 ) ، كما كان أكثر اللاعبين تمريرا عرضيا غير دقيق ( 3 عرضيات خاطئة ) ، كما كان هو أكثر اللاعبين فقدا للكرة بشكل مجانى ( 9 كرات ) ، وتلاه عبد الله السعيد أيضا بفقد 6 كرات ،

** إجمالى الكرات التى فقدها لاعبو الفريق فى المباراة كان 39 كرة ، فقد منها الفريق فقط فى الشوط الأول 14 كرة بنسبة "35%" مقابل فقد الكرة بنسبة "65%" فى الشوط الثانى .. وهو ما أثر كثيرا على الإنتاج النهائى للفريق عبر هذا الشوط .

** شهد الشوط الأول معدل متوسط لقطع الكرات من المنافسين ، وهذا ليس سلبيا ، بل فى تطبيقه الفنى على الملعب أظهر أن هجوم إنبى لم يكن خطيرا أو قريبا من مناطق الأهلى ، وبالتالى اكتفى لاعبو الوسط باستخلاص أغلب الكرات وقطعها من منافسيهم ، ولم تصل الكرة كثيرا إلى لاعبى الدفاع ، وهو ما تغير فى الشوط الثانى وزاد معدل قطع واستخلاص الكرات من لاعبى الدفاع وارتكاز الوسط ، وإن كانت أغلبها من الثنائى الأخير .. وظل أبو تريكه هو الأفضل فى هذا الأمر ، وهو ما سيظهر فى الفقرة القادمة بكل وضوح .



هجمات الفريقين



** قاد فتحى باقتدار الجبهة اليمنى على المستوى الهجومى ، حيث كانت ثانى الجبهات نشاطا ( 17 هجمة ) بعد الجبهة اليسرى ، وإن تفوق فتحى وجبهته اليمنى تماما فى إيجابية الهجمات ، حيث قدمت عشر هجمات صحيحة هى الأكبر مقارنة بإجمالى الهجمات الصحيحة للفريق ، وبنسبة ( 46% من إجمالى الهجمات الصحيحة للفريق ) .

** نجح فتحى والجبهة اليمنى فى التصدى لــ 65% من هجمات إنبى عن طريق جبهتهم اليسرى الهجومية ، ليقدم اللاعب وجبهته مباراة دفاعية جيدة جدا أيضا مقلما هو الحال مع هجومه .

** رغم زيادة عدد هجمات الأهلى قليلا فى الشوط الثانى ، إلا أن المردود الإيجابى منها كان أقل من نظيرتها فى الشوط الأول ، بينما تراجع الضغط الذى شكله لاعبو الاهلى على منافسهم فى الشوط الأول بشكل واضح ، حيث سمح الفريق لمنافسه فى الشوط الثانى بشن ضعف عدد هجماته فى الأول .



معدل التمرير الصحيح للفريقين



** مرر لاعبو الأهلى 348 تمريرة صحيحة ، بينها 215 فى الشوط الأول ( 62% من إجمالى تمريرات المباراة ) ، فى مقابل 229 تمريرة صحيحة لإنبى كان منها 100 فقط فى الشوط الأول الذى تحكم فيه الأهلى كلية .



معدل التمرير الخاطئ للفريقين



** لم يمرر لاعبو الأهلى تمريرات خاطئة بشكل أكبر فى الشوط الثانى ، وبدا الرقمان متساويان كثيرا ( 25 و 26 ) ، لكن مع تراجع عدد التمريرات الإجمالى فى الشوط الثانى ، تراجعت دقة التمرير فى هذا الشوط حتى بلغت ( 83% ) مقابل دقة بلغت ( 90% ) فى الشوط الأول .



اتجاهات التمرير الخاطئ



** بين 51 تمريرة خاطئة ، مرر لاعبو الأهلى 28 تمريرة أمامية خاطئة ( 55% من إجمالى التمرير الغير دقيق ) .

** الثنائى ( سليمان والسعيد ) كانا الأقل دقة فى التمرير ، و بلغت دقة تمرير "سليمان" 73% حيث كان أغزر اللاعبين تمريرا غير دقيق ( 12 تمريرة ، نصفها أمامية ) ، بينما بلغت دقة تمرير "السعيد" 79%



أداء شريف إكرامى



وكأن الحارس الشاب يرفض أن تمر مباراة بلا خطأ ، رغم القوة التى يبرزها عند التصدى للتسديدات والفرص فى اللحظات الحرجة من مبارياته ، فبعد أن يقدم مباراة جيدة جدا او ممتازة بلا أخطاء ، سرعان ما يصدر عنه خطأ ( بسيط وبلا مبرر ) يفسد بعض الشئ صورته العامة .. وهو ما تكرر فى هذه المباراة !

** تصدى إكرامى الصغير لكل التسديدات على مرماه ، ولا يسأل مباشرة عن تسديدى الهدفين بالتأكيد لقربهما الشديد وصعوبة التعامل معهما .

** تصدى لكرتين عرضيتين بنجاح ، بينما أخفق فى واحدة ( لم تكن صعبة أبدا عليه ) ، أفلتت من بين يديه بلا داع واضطر معها لارتكاب خطأ ( غريب هو الآخر أيضا ) رغم ابتعاد الكرة بشكل واضح خارج الملعب وتعلق بلاعب المنافس المهاجم ليحتسب ضده حكم المباراة خطأ وركلة جزاء ويحصد بطاقة صفراء أيضا !

** نجح إكرامى فى التعامل مع الكرات العائدة إليه من دفاعه بتشتيت سليم أربع مرات وخرج من مرماه فى توقين مناسب مرتين ، ليحصد نسبة نجاح كاملة .

** مرر إكرامى الصغير الكرة 8 مرات بشكل صحيح و 5 مرات خاطئة ، بدقة 61.5% ، وهى الأقل عبر مبارياته السابقة .

شكرا يا نيدو عالتقرير المتميز

وشكرا عالمجهود الجميل في القسم

&[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شكرا علي التقرير